لطالما أحببت المجلات بكل أنواعها. أحتفظ بفخر بمئات النسخ من مجلات ماجد وميكي وعلاء الدين وناشيونال جيوجرافيك للشباب منذ طفولتي (ما زلت أشعر من وقت لآخر بحاجتي لشراء هذه المجلات والتمتع بمغامرات بطوط المصورة والبحث عن فضولي*). ما زلت أجمع مجلات العربي وناشيونال جيوجرافيك العربية إلى اليوم (حتى أصبحت تتراص في عامود يتجاوز طولي).
في العام الأخير من دراستي في كلية العلوم بجامعة عين شمس أُحطت بمجموعة من أكثر الأصدقاء إبداعًا وتشجيعًا. معهم حققت واحدًا من أحلامي بصنع مجلة علمية تُبسط العلوم للمصريين. أسميناها “بلور” وهي جمع كلمة “بلورة” وهي الوحدة البنائية للمعادن (حيث كانت الفكرة الأصلية أن تكون مجلة خاصة بعلوم الجيولوجيا ولكن لاحقًا أردناها للعلوم كلها ولكن احتفظنا بالاسم المُميز). أنشأنا فريقًا مُبدعًا من الأصدقاء والزملاء من الجامعات والمدارس المصرية. معًا كتبنا مقالات علمية وصورنا تحقيقات مصورة وراجعناها علميًا ولغويًا وصممناها في مجلة أثارت إعجاب القراء بمحتواها وأناقة تصميمها.
لإصدار عدد واحد، كان على عشرات الكُتاب أن يبحثوا عن أفكار علمية تستحق النقاش ثم كتابة مقالات عنها. يختار المُراجعون العلميون أفضل هذه الأفكار ومراجعة دقة المعلومات العلمية فيها. تذهب المقالات بعدها إلى المراجعين اللغويين ليحافظوا على لغة عربية رصينة. يأتي بعدها دور المُصممين ليضعوا المقال في صفحات أنيقة. ينشر فريق التسويق الأعداد الجاهزة على منصات التواصل ليتمتع بها القُراء. كل هذه الفِرق احتاجت إلى فريق موارد بشرية يجمعها معًا وينظم أمورها. لم يكن هذا كل شيء في بلور. كان هناك فريقًا سريًا بمهمة خاصة.
كان وما زال الفخر يملؤني كلما تذكرت ما كنت أصنع مع أصدقائي في بلور وكلما تصفحت صفحاتها الأنيقة، حتى أني أخذت نسخة مطبوعة معي في كل مقابلات الوظائف. كنت أضعها أمام من يمتحنني ونبدأ بعدها حديثًا عن المجلة وما صنعته فيها. أؤمن أن بلور كانت سببًا في حصولي على الوظائف التي مُنحتها.
رغم عدم انتظام الأعداد إلا أننا تمكنا من إصدار ٥ أعداد. سأتركك لتتمتع بها:
*لمن لا يعلم، “فضولي” هو شخصية كانت تتخفى بين صفحات مجلة ماجد ويُجدُ القراء في البحث عنه.